الجنس في السينيما

قصة الجنس في الافلام العربية ولا سيما المصرية منها عمرها من عمر أفلام الأبيض والاسود، فالجنس والعري والقبلات الساخنة ليست وليدة القرن الواحد والعشرين، ولا انطلقت مع فيلم "حلاوة روح" للنجمة اللبنانية هيفا وهبي.
وعلى ما يبدو نسي البعض أو تناسى نقاد الفيلم ربما أن القصة مصرية تدور أحداثها في حارة شعبية مصرية في قصة مشابهة للعديد من الافلام التي تم تقديمها في السينما المصرية حيث يتم إغتصاب الفتاة الجميلة، ولكن بفارق واحد فقط، أن بطلة فيلم "حلاوة روح" لبنانية الأصل والمولد.

كلنا يتذكر فيلم "ثرثرة فوق النيل" الذي احتوى على كمّ كبير من العري والمشاهد الساخنة والذي أرفق بعبارة "للكبار فقط" وهو من بطولة عماد حمدي وميرفت أمين وعادل أدهم وسهير رمزي وماجدة الخطيب، حيث سيطرت الحشيشة والخمرة والفجور على الموقف فيه، ولن ننسى أفلام شمس البارودي التي كانت تقدمها للسينما المصرية قبل أن تعتزل وترتدي النقاب حيث كانت توصف بالفنانة الساخنة، فهي كانت تظهر شبه عارية في معظم افلامها، وابرز هذه الافلام "رحلة شهر العسل" مع احمد مظهر الذي ارتدت فيه مايوه شفافاً جداً.
أمّا الفنانة ناهد يسري فهي ظهرت في فيلم "سيدة الاقمار السوداء" الى جانب حسين فهمي حيث أصرّت دائرة المطبوعات والتسجيلات الفنية وقتها على حصر مشاهدته "للراشدين فقط".
ومن ينسى ناهد شريف التي قدمت الأدوار الجريئة ووصلت إلى قمة جرأتها في فيلم "ذئاب لا تأكل اللحم" الذي قدمته عام 1973 وشاركها بطولته الفنان عزت العلايلي والفنان محسن سرحان. اعتبر هذا الفيلم من الافلام الاباحية، فناهد شريف ظهرت فيه عارية تماماً، ولفتت الانظار اليها يومها والى تحررها من المحرمات، ورخاوة العيش في سبعينات القرن العشرين.

الممثلة ناديا الجندي قدمت العديد من الافلام السينمائية حيث ظهرت بمعظمها في ثياب شفافة ومثيرة، فهي قدمت دور "الغازيّة" الراقصة في معظم افلامها، بالاضافة الى انغماس تلك الافلام بالخمرة والمخدرات وعلى سبيل المثال وليس الحصر فيلم "الباطنية"، "خمسة باب"، "بومبة كشر" ، عالم وعالمة" وغيرها.
الفنانة الراحلة مديحة كامل قدمت هي الاخرى مجموعة من الافلام التي تضمنت مشاهد إغراء قوية فهي شاركت الممثل نور الشريف في فيلم "انحراف" حيث كانت المشاهد التي جمعتهما ساخنة جداً، وفيلم "شوادر" الذي جمعها بالممثلين كمال الشناوي واحمد بدير، حيث تثير الراقصة شوادر الغجرية الجميع بانوثتها الطاغية وتنجح فى استمالة الثري العجوز عبدالجواد ، ورغم أنه متزوج ولديه أبناء إلا أنه يقرر الزواج من شوادر وينقلها لمنزل الأسرة ، لتموت زوجته كيدا.

حتى مقدمة البرامج الحالية والممثلة السابقة صفاء ابو السعود لم تخل افلامها من الاغراء والاثارة فهي ظهرت في أحد افلامها بمايو "بيكيني"، عداك عن مشاركتها في فيلم "البحث عن المتاعب" مع عادل امام هو الاخر مرفق بعبارة "للكبار فقط".
الممثلة السورية "إغراء" دخلت هي ايضاً الى السينما من بوابة الافلام التي وصفت بالاباحية ، وكتب يومها انها نست نفسها وتقاليد مجتمعها وقامت بكشف صدرها كاملا أمام الكاميرا ليقوم البطل خالد تاجا بدهن ثدييها بالكريم في فيلم "عروس من دمشق"، الحقته بفيلم "قاهر الفضاء" حيث أدّت دور الفتاة التي عادت من باريس ودخلت الحارة الشعبية لتجد نفسها في صراع مع عادات المجتمع.

إذا وبعد سرد كل هذه الوقائع لفنانات قديمات أضف إليهن بعضا من أسماء النجمات الحاليات مثل غادة عبد الرازق، سميّة الخشاب، وغيرهما ممن قدمن المشاهد الجريئة في السينما المصرية خير دليل على وجود سرّ كبير وراء الهجوم على "حلاوة روح" هيفا وهبي، الذي وللحقيقة إبتعد عن مشاهد الإثارة الجنسية.
نحن لسنا بصدد الدفاع عن هيفا هنا وإنما التذكير بأفلام سبّبت حينها معمعة كبيرة لا تزال أصداؤها تتردّد لغاية اليوم، وكانت أفظع من مشاهد هيفا التي يغيب عن فيلمها أي نوع من المشاهد الجنسية، حتى في مشهد الإغتصاب لم يكن كما أشيع وقيل لا بل جاء تصويره بطريقة محترفة لا خدش للحياء فيها.ففيلم هيفا تم ايقافه بقرار وزاري بني على أقاويل وهذا ما أكده المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري حسام قاووش، من المتوقع اعادته للعرض في الايام القليلة المقبلة، هذا الفيلم الذي حقق ايرادات عالية جداً والتي بلغت الثلاثة ملايين جنيه في رابع أيام عرضه في مصر.
 

الفيلم لم يسلم من النقد الجارح حيث تهجّمت الممثلة المصرية آثار الحكيم على هيفا وعلى كل اللبنانيات مما استدعى هيفا للردّ عليها بالقول :"ما تلوميني إذا فنّك صار مع الآثار والأطلال". وليست هيفا وحدها من تعرض للنقد لا بل الطفل الذي شاركها بطولة الفيلم كريم الأبنودي الذي تعرض للضرب والسباب من بعض المواطنين، ووصلت الإتهامات الى الكلام عن تدخّل أحمد أبو هشيمة لوقف الفيلم.
يبقى أن نقول بأن إسم هيفا وحده كان كفيلا بإظهار ما في أرواح الكثيرين الذين تذرّعوا بـ"الفن النظيف" ليشنّوا هجوماً عنيفاً على النجمة اللبنانية التي تعاطت مع الموضوع بكل رقي وحضارة ولم تنجرف الى المكان الذي أرادوها أن تنجرف اليه، فكانت كبيرة بصمتها وكلامها القليل وأعمالها الكثيرة.