في الغرب يسمونه الحرية الجنسية، وفي الشرق يسمونه الزواج المبكر، وفي الحالتين هناك علاقة حميمة في سن مبكرة. فهل لهذه الممارسة مفهوم معين يختلف من ثقافة إلى أخرى؟ عند الحديث عن الجنس في سن مبكرة يجب التفريق بين الجنس في حالة الزواج، والجنس طبقاً لما يسمونه في الغرب بالحرية الجنسية.
اختلاف المفاهيم
قالت دراسة للمعهد البرازيلي للدراسات الاجتماعية المسمى اختصاراً «بيب»: إنه في الولايات المتحدة على سبيل المثال فإن الفتاة تبدأ بممارسة العلاقة الحميمة عندما تبلغ الثالثة عشرة من عمرها أو بحسب شخصية الفتاة، أما الزواج فإن الأميركيات يفكرن به عندما يصلن لسن الثانية والعشرين فما فوق.
في الشرق وكثير من الدول الآسيوية وأفريقيا فإن الفتاة يمكن أن تمارس العلاقة في سن مبكرة، وربما قبل الفتاة الأميركية ولكن ذلك يأتي تحت مفهوم الزواج، أو بمعنى آخر الزواج المبكر. ففي بعض الدول الأفريقية يمكن أن تتزوج الفتاة في سن العاشرة أو التاسعة. هذا بالطبع خاطئ؛ لأن مثل هذا الزواج لا يمكن أن يتم؛ لأنه مجحف بحق المرأة ومناقض لمفهوم الإنسانية.
ولكن هل ممارسة الفتاة الغربية للجنس في سن مماثلة خارج إطار الزواج صحيح أو مقبول؟ الجواب هو لا أيضاً. فالجنس في سن مبكرة يمكن أن يجلب عواقب وخيمة على مستقبل الفتاة بشكل خاص؛ لأن الفتى المراهق لا يتأثر كثيراً بالجنس، بل يقبل عليه بشكل كبير بسبب صغر السن، وقوة الهرمونات الذكرية.
هل هناك مزايا للجنس في سن مبكرة؟
قالت الدراسة البرازيلية إنه بالنسبة للمجتمعات الفقيرة في آسيا، وبعض دول المشرق فإن الجنس المبكر يأتي من دون قصد، أي أن العائلة الفقيرة التي لديها عدد كبير من البنات يمكن أن تلجأ إلى تزويج الفتاة في سن مبكرة جداً؛ للتخلص من الأعباء المالية التي يكلفها الأولاد بالنسبة للعائلة. ولكن ما هو عذر الدول الغنية في الغرب في ترك الفتاة تمارس العلاقة الحميمة في سن مبكرة جداً من دون أن تعرف الفتاة معنى الجنس، أو كيفية ممارسته بالطريقة الصحيحة والصحية؟ أما الميزة الرئيسة بالنسبة للعائلات المشرقية والآسيوية والأفريقية، فيتمثل في تزويج الفتاة في سن مبكرة؛ لتجنب الوقوع في الأخطاء والمعاصي.
أخطار ممارسة الجنس في سن مبكرة
أكدت الدراسة البرازيلية أن للجنس المبكر أخطاراً فادحة إذا لم تكن هناك ثقافة جنسية كافية، إن كان ضمن إطار الزواج أو خارجه. ومالت الدراسة إلى تأييد الزواج المبكر إذا كان لابد من ممارسة الجنس في سن مبكرة. وأوضحت أن ممارسة العلاقة المبكرة ضمن إطار الزواج، أي زواج الفتاة عذراء والفتى أيضاً من دون ممارسة جنسية سابقة للزواج، يعدّ أقل خطورة من الجنس العشوائي خارج إطار الزواج.
وقالت الدراسة إن ممارسة الجنس خارج إطار الزواج وبشكل عشوائي يمكن أن يؤدي إلى أمراض جنسية قاتلة، ويمكن أيضاً أن يؤدي إلى عقد نفسية عند الفتيات بشكل خاص، وأضافت: وقوع الفتاة بين أحضان مراهق أحمق يمكن أن يصيب الفتاة بعقد نفسية، تجعلها تكره جميع الرجال، كما أن هناك حالات كثيرة من الحمل غير المرغوب فيها بين صفوف الفتيات الصغار في السن.
الزواج المبكر حالة سلبية
أشارت الدراسة إلى أن استطلاعاً للرأي شمل نحو ثلاثة آلاف فتاة من مختلف الجنسيات عبر الإنترنت، بين أن 88 % منهن يعتبرن الزواج المبكر حالة سلبية، وأن ممارسة الجنس يجب ألا تتم قبل بلوغ الفتاة سن السادسة عشرة على الأقل. والزواج المبكر يمكن أن يكون حالة لإشباع الرغبة الجنسية عند الفتيات والفتيان، ولكن الظروف الحياتية لا تكون كافية إلا إذا اعتمد الزوجان الصغيران على الأبوين في كل شيء.
الحالة العائلية
إن المجتمع الغربي لا يعطي أهمية كبيرة للناحية الأخلاقية، أي أن الفتاة تعمد إلى ممارسة الجنس مع عدد كبير من الرجال من دون أن يكون هناك رادع قوي من جانب الأبوين، وفي حالة الزواج المبكر لا يخلو الأمر أيضاً من مشاكل عائلية. فالفتاة التي تتزوج في سن الثالثة عشرة، وتنجب ولداً عندما تبلغ الرابعة عشرة لا تملك مؤهلات كافية؛ للاعتناء بالطفل وتربيته بشكل صحيح.
وإضافة لذلك فإن ذلك الطفل قد ينمو، وهو يعاني من مشاكل نفسية بسبب تعدد أساليب التربية، حيث تدخل الجدة والجد، وربما الأعمام والخالات... وإلخ.