مرت السينما المصرية بكثير من المراحل والتطورات وفي كل مرحلة نجد تطبيق
لمقولة '' الممنوع مرغوب ''، حيث لم تسمح الدولة للمؤلفين أن يتدخلوا
بأعمالهم في الواقع السياسي وأن يعرضوا أفكارهم أمام الجمهور منذ فترة
الخمسينيات وحتى الثمانينيات ، مما اضطر المؤلفين أن يعاندوا هذه القرارات
ويقوموا بكتابة أعمال صريحة وواضحة عن المشكلات التي تمر بها مصر في هذه
الفترات.
شملت كتابة عدد كبير من الأفلام اسقاطات سياسية على أحداث
وأزمات معينة ، حيث قامت على اثراها الحكومة بمنع هذه الأفلام من دور العرض
وحجبها نهائياً ، ولكننا أصبحنا نشاهدها الان بجميع القنوات التليفزيونية.
يرصد مصراوي عدد هؤلاء الأفلام الذين تم منعهم من العرض لأسباب سياسية بحتهة ومعرفة رأي النقاد في هذا الظاهرة.
فيلم ''مسمار جحا ''
أنتج
عام 1952من بطولة إسماعيل ياسين وعباس فارس وكمال الشناوى ، للمخرج
إبراهيم عمارة، وتبين قصة الفيلم مساوئ الاحتلال فى ذلك الوقت، ومنع هذا
الفيلم من العرض نتيجة تعرضه للسلطة الحاكمة في العهد الملكي.
فيلم ''الله معنا''
أنتج
سنة 1955، للمخرج أحمد بدرخان، بطولة فاتن حمامة وتدور أحداث الفيلم حول
عدد من رجال الجيش الذين يقفون وراء توريد الأسلحة الفاسدة للجيش، ومنع
الفيلم فى ذلك الوقت، خوفا من تعاطف الجمهور مع الملك فاروق.
فيلم ''المتمردون''
أنتج
سنة 1966 للمخرج توفيق صالح، بطولة شكرى سرحان وميمى شكيب، ويتحدث عن قضاء
السلطات على ''التمرد'' لكنه يوحى ببقاء الأمل في التغيير.
ومنع بسبب الاسقاط على الطبقية فى عهد عبد الناصر، ورفضت الشركة المنتجة توزيعه، بسبب أنه يسىء لسمعة مصر.
فيلم ''شيء من الخوف''
أنتج عام 1969 من إخراج حسين كمال، وبطولة شادية ومحمود مرسى، وتدور القصة حول طغيان وتسلط عتريس على أهالى قريته.
ومنع الفيلم من العرض لأنه كان يرمز لفترة حكم جمال عبد الناصر، كما قال البعض إنه يرمز لأى حكم ديكتاتوري وطغيان وقهر عامة.
فيلم ''العصفور''
أنتج عام 1972 وهو من سيناريو وإخراج وإنتاج يوسف شاهين، يتحدث عن مرحلة الهزيمة بعد حرب1967.
منع
فيلم العصفور من العرض بسبب أنه يرمز لشخصيات معينة فى السلطة فى ذلك
الوقت، وسمح بعرضه بعد حرب 1973، ولكن بعد حذف مجموعة من مشاهده.
فيلم ''حمام الملاطيلى''
أنتج
الفيلم سنة 1973، للمخرج صلاح أبو سيف بطولة شمس البارودي ويوسف شعبان
ومحمد العربي، وتدور قصة الفيلم حول شاب يأتي إلى القاهرة من أجل الحصول
على وظيفة ولاستكمال تعليمه ولكنه يتعثر في كليهما ويسكن في ''حمام
الملاطيلى''.
ومنعت الجهات الرقابية الفيلم لاحتوائه على مشاهد
خارجة، ثم عرض فى السينما فى فترة التسعينيات بعد أن حذفت منه الرقابة
مشاهد كثيرة، ويظل ممنوع تلفزيونياً حتى الآن.
فيلم ''زائر الفجر''
أخرجه
عزت شكري سنة 1973 وجسد بطولته ماجدة الخطيب وعزت العلايلى، ويحكى الفيلم
الوضع السياسي الذى تشهده البلاد في تلك الفترة، مستخدمين عبارات ساخنة عن
البلد منها ''دى ريحتها فاحت''.
وتم منعه من العرض للاسقاطات
السياسية، التى عرضها الفيلم ومنع من استكمال عرضه بدور السينما، مما أصاب
منتجته ماجدة الخطيب بالإحباط، وحاولت مقابلة الرئيس السادات فى تلك الفترة
لطلب إجازة العرض، إلا أن طلبها قوبل بالرفض.
فيلم ''الكرنك''
أنتج
عام 1975، للمخرج على بدرخان، بطولة سعاد حسنى ونور الشريف، يحكى الفيلم
حالة الاستبداد السياسى والفكرى والتعتيم الإعلامى التى شابت المرحلة
الناصرية، ومنع الفيلم من العرض لأن السلطات رأت أنه يجسد أساليب القمع
السياسى والتعذيب التى اعترت عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
فيلم ''خمسة باب''
أنتج
فى السبعينيات للمخرج نادر جلال بطولة عادل إمام ونادية الجندى وفؤاد
المهندس، ومنع الفيلم بعد أسبوع من بداية عرضه، بأوامر من وزير الثقافة
السابق عبد الحميد رضوان رغم أنه حصل على موافقة الرقابة، ورفع منتج الفيلم
قضية استمرت ثمانية سنوات فى المحاكم قبل أن يكسبها.
فيلم ''وراء الشمس''
إنتاج
1978 للمخرج محمد راضي، بطولة رشدي أباظة ونادية لطفى، وتدور قصة الفيلم
حول السجن السياسي بعد هزيمة 1967، ومنع الفيلم نتيجة الانتهاكات وأساليب
التعذيب التي حدثت فى ذلك الوقت.
فيلم ''إحنا بتوع الأتوبيس''
أنتج
عام 1979 للمخرج حسين كمال، بطولة عادل إمام، وعبد المنعم مدبولى، وتدور
أحداث الفيلم حول التعذيب الذى كان يحدث فى مصر خلال الحقبة الناصرية.
ومنع الفيلم من العرض، لأنه ركز على بشاعة التعذيب ومدى الاستهانة بآدمية البشر فى ظل الحكم البوليسى ودولة أجهزة الأمن.
فيلم ''درب الهوى''
أنتج
الفيلم عام 1983، للمخرج حسام الدين مصطفى، بطولة يسرا وأحمد ذكي وشويكار،
وتدور أحداث الفيلم فى فترة الأربعينيات، حيث يقوم حسن عابدين الوزير
ورئيس حزب ''الفضيلة والشرف'' وينادى بغلق بيوت الدعارة، ومنع هذا الفيلم
من العرض لأنه تناول أوضاع بيوت الدعارة فى مصر.
فيلم ''الغول''
إنتاج
سنة 1983، للمخرج سمير سيف، بطولة عادل إمام ونيلي، ويصور الفيلم سيطرة
رجال الأعمال على المجتمع، ومنع الفيلم من العرض فى ذلك الوقت بداخل مصر
وخارجها، لأن حادثة مقتل الغول تشبه حادثة المنصة وقتل الرئيس السادات.
فيلم ''البريء ''
صدر
الفيلم سنة 1986 من إخراج عاطف الطيب بطولة أحمد ذكى ومحمود عبد العزيز،
وتتحدث فكرة الفيلم عن تحول الإنسان إلى آلة مبرمجة من أجل خدمة سلطة
معينة.
ولقى الفيلم اعتراضا واسعا من قبل وزارة الداخلية، وتم عرض
النسخة الكاملة بعد اقتطاع آخر مشهد منه للمرة الأولى على شاشة السينما،
بعد 19 عاماً من إنتاجه.
طارق الشناوي: قرارات المنع ''أخطاء '' دولة
علق
الناقد طارق الشناوي على هذه الظاهرة قائلاً: ''للأسف نحن أمام أخطاء ليس
لها معنى من الدولة، حيث تقوم بارتكاب أخطاء لا يجب أن تقع فيها من
الأساس''.
واستشهد الشناوي بفيلم ''حلاوة روح '' الذي تم منعه مؤخراً
وقال: ''هذا الفيلم بالرغم من إنه ردئ جدا على المستوى المهني والأعمال
الفنية إلا أن الدولة تدخلت فيما لا يعنيها وأصدرت قرارات وهمية، حيث سيتم
عرض ''حلاوة روح ''خلال أيام.
وأضاف: ''عند عرض هذه الأفلام في شاشة
التليفزيون سيتم حذف بعض المشاهد منها، حتى لا يخجل منها مشاهد المنزل، لأن
جمهور السينما بالتأكيد مختلف عن جمهور الكنبة''.